الاثنين، 21 مارس 2022

رحلة السفر

 ٣١ ديسمبر ٢٠١١

مشاعر مختلطة خوف ام سعادة ، حماس او توتر كنت أنا وأسرتي في مطار هيثرو في صالة الترانزيت بانتظار رحلتنا إلى نيوكاسل ، للتو غادرت الكويت من ٧ ساعات ، مشاعر الشوق تتسلل إليّ ، أشتت تفكيري بسرد بعض القصص لأبنائي واضمهم   جانبي، اصمت في منتصف القصة أفكر في المجهول كيف سأواجه الحياة وحدي!؟ أنا ريم الطفلة المدللة (آخر العنقود) التي اعتادت مبادرة الجميع في عرض خدماتهم لها وتقديم المساعدة،اغرق في السرحان وشريط حياتي يمر أمامي بكل تفاصيله، يقطع تفكيري صوت تنبيه الصعود إلى الطائرة.


( الأمر أسهل مما ظننت ) بهذه العبارة بدأت اسبوعي الثالث وأنا اوصل ابنائي للمدرسة فس أول يوم دراسي لهم في نيوكاسل كان اليوم يمر طويلا وأنا في المنزل وحدي مع طفلي الرضيع وزوجي في الجامعة. شيئا فشيئا بدأت بتجاذب أطراف الحديث مع الجيران والعرب في المدرسة، صار لكل يوم حماس مختلف وسعت علاقاتي وزاد رصيد مفرداتي في اللغة الانجليزية ، وكونت لنفسي روتينا صباحيا في وقت المدارس، يمر الأسبوع سريعا ثم ما نلبث أن نلتقي في نهاية الاسبوع في يوم السبت عند أبواب المدرسة العربية ، عند هذه البوابة تعرفت على مختلف شعوب الوطن العربي و كنت استمتع باللقاء معهم والتعرف على المفردات المختلفة في لهجات العرب ويزيد شعوري بالانتماء معهم(حقا ان بلاد العرب اوطاني وكل العرب اخواني) نستشعر معنى الاخوة في الله حقا، كثيرون هم ما بين العوائل الخليجية والشامية والسودانية وايضا من بلاد المغرب العربي ومنهم أنست الذهاب إلى صلاة الجمعة في الجامع الملاصق للمدرسة العربية (مسجد التوحيد) هناك في هذا المسجد إلتقيت  بأول فتاة بريطانية محجبة سرت قشعريرة في جسدي وشعرت بثقل الآمر عليها فنحن العرب والخليجيين نشد وثاق بعضنا البعض ونتجاوز الغربة بالثبات معا، ولكن هذه الفتاة تعيش غريبة في موطنها وبين أهلها استشعرت نعمة الوطن الاسلامي والأهل المسلمين، كيف كان الامر سهلا علي بل ومفروغ منه ولم واشعر قط بهذه النعمة إلا بعد أن التقيت بها  


انتهى فصل الربيع وحل علينا صيف نيوكاسل المشمس الجميل ، في الايام المشمسة تنتشر البهجة والكل يخرج مسرور إلى الحدائق والكرنفالات فتجد الاطفال مستمتعين باللعب في حوض الرمال الناعمة والصبيان يتسابقون على الدراجة الهوائية وكبار السن يتجاذبون أطراف الحديث  جلوسا على الكراسي الخشبية المعتقة. أما نحن الخليجيات فننتظر الصيف بفارغ الصبر للعودة إلى الوطن جميل هو شعور الشوق إلى الكويت والحماس عند الاستعداد للعودة إلى الكويت والانشغال بشراء الصوايغ والهدايا ولعب الاطفال ،هاهي ذا الطائرة تهبط على أرض الكويت وفي كل مرة عندما ارى مبنى المطار لا اطيق الصبر واسمع نبضات قلبي شوقا لأهلي، وكعادة أخواتي يستقبلونني في المطار اجدهم جميعا وقوفا في صالة القادمون وحولهم الاطفال   تارة يستقبلونني بلبس تي شيرت موحد بصور واسماء اولادي وتارة بنثر الورورد والزينة وفي كل مرة يجعلون للحظة اللقيا طعم مميز.


 لكن الغريب انني بعد مرور اسبوعين في الكويت اشتاق إلى نيوكاسل أشتاق إلى بيتي الصغير وجيراني، 

(نقيم ونحسب أنا نقيم وأيامنا كلها في سفر) حقا هذه هي الحياة محطات ونحن المسافرين نمر على  مختلف المواقف في الحياة

السعيدة والمؤلمة المفرحة والحزينة المشوقة والمملة ونحن من نملك قرار الاختيار والمضي في الحياة ، هل ستختار الجلوس طويلا في مطار الترانزيت المتهالك الممل  أم نحرص على ان تكون رحلة التوقف في مطار فخم يوفر كافة خدمات المسافرين ويضم مصلى للمسلين وغرف للراحة ومليئ بالاسواق والمطاعم العالمية لنستمتع ولنسهل على انفسنا تجاوز الوقت في الوقوف الاضطراري بين الرحلات.
هكذا هي الحياة رحلات مابين الحلوة والمرة مابين الاخذ والفقد فكما أن الاحداث الجميلة لاتستمر طويلا الاحداث المزعجة لا تستمر ايضا ،، والسعيد من أحسن اختيار محطات حياته.


ريم المضيان ورشة قصص حياتية قصيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق